( تـرائـبُ الـيـــاقـوت ):
من فتنةِ الرّيح ما أنقذتُ وِجْداني
وفي مرايا شعوري وجهُكِ الثّاني
قدّمتُ كلّ سرورِ الكونِ، أخرّني
ما كانَ من غُصصي الحَرّى، وأحزاني
لبَّيتُ باسمكَ، لكن حين تسمعُني
يظلُّ صوتُكَ مقروناً بآذاني
أنا حفرتُ قناةَ الصمتِ في لُغتي
ولا يزالُ صدى بوحي بأركاني
لملمتُ حُسنَكِ من أبصارِ من عبرُوا
حتى زرعتُكِ ورداً بين أحضاني
ألقيتُ فيكِ وداداً قلّ ناظِرُهُ
فعزَّ فيك جَنَى حُبّي وتِحْنَاني
عروقُك السُّمرُ في بستانِ أوردتي
مُدَّتْ تسُفُّ دمائي خلفَ شرياني
وَبَانُ طيفكِ نَشْوانٌ بطلعتِهِ
والخمرُ يُورِقُ في أعماقِ فِنجانِي
والريحُ يلهو بلونِ المسكِ، يصلبُهُ
على ترائبِ ياقوتٍ ومرجانِ
على ضفائر أنثى.. في ضفافِ فمٍ
وسفحِ فوْدَينِ، في أطرافِ أجفانِ
شرارةُ البؤسِ، أختُ النأيِ، كيف لها
أن تستقرَّ على أضلاعِ إنسانِ !!!
هل للمرايا نجومٌ حين تجعلها
بهيّةً بينَ أترابٍ وأخْدَانِ
من فتنةِ الرّيحِ، يحكي النّهدُ قصّتَهُ
على أخيهِ بإيقاعٍ وألحـانِ
وتنهمي بسْمةٌ من ثغرِ فاتنةٍ
بالله عُذُتَ لها من كلِّ شيطانِ
على ترائبِ ياقوتِ الهوى وطنٌ
به اسْتعضْتُ على تضييعِ أوطاني
وأخمُصُ النّبضِ تحذو حذوَ هامتِهِ
وهامةُ النّبضِ أجراسٌ بحيطانِ
لي في سماءِ بناني محضُ أُغنيةٍ
صببتُها في جَنَانِي محضَ تِبْيانِ
ولليراعِ قرينُ الرّيحِ أُمسِيةٌ
تُحْصِي النّجومَ على أكبادِ عِيدانِ
كأنّني في حضورِ السِّحْرِ مُنقطِعٌ
وفي غيابِ فؤادي سهْمُ فتَّانِ
من فتنةِ الرّيحِ مات القلبُ من شَغَفٍ
موتَ الودادِ.. ومنهُ اللهُ أحياني
( نـبـيــل جُبـــاري )